نوع المقالة : بحث
الملخص
لابد من التسليم من أن المجتمعات الإنسانية قائمة على التعدد والتنوع على اختلاف أنماطه وأشكاله وهذا يرجع بالأساس إلى تنوع وتباين الخلفيات والمرجعيات الأساسية كالدينية والسياسية والثقافية.... الخ، لكن هذا التنوع في حقيقته يمثل سنة وجودية وفيه حكمة إلهية وهذا ما صرحت به الآية الكريمة في قوله تعالى (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُواۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) الحجرات:13، ففي هذه الآية دلالة على أن أصل الخلق واحد، وأن الله تعالى هو الذي جعل الناس على شكل شعوب وقبائل، وحثهم على أن يكون هذا التنوع في الخلق والخليقة مدعاة للتعاون والتفاعل والتكامل لا سبباً للتناحر والاقتتال والتحارب وذلك من خلال التسليم المطلق بقاعدة التعارف، والحقيقة تؤشر هنا إلى التوظيف العقلاني لصيغة التعارف الإنساني ما بين أفراد المجتمع الواحد وفقاً للإرادة الإلهية وعلى أسس مبنية على الوعي والإدراك والحكمة من جانب كل فرد سيسهم دون أدنى شك بتحويل قيم التعامل فيما بينهم من التناقض إلى التكامل ومن التصادم إلى التعايش والتعصب إلى التسامح، ولعل أن قيم (التكامل ــ التعايش ــ التسامح ) تشكل بحد ذاتها قنوات عامة وخطوطاً أساسية رسمتها الشريعة الإسلامية لأجل قبول الآخر والعيش معه بسلام بغض النظر عن جنسه أو عرقه أو دينه أو مذهبه، مع ضرورة التسليم له بكافة حقوقه وواجباته، فمع وجود ثقافة القبول ما بين الأفراد سيكون الطريق سالكاً نحو تحقيق التعايش السلمي ــــ المجتمعي والذي على أساسه تتحقق الوحدة الإسلامية.
الكلمات الرئيسة