نوع المقالة : بحث
الملخص
التقانة نمط يتجلى في هيآت متنوعة دقيق السبك بالغ الحبك ، للمخاطِب دور في مدى بلاغتها ، فتوظيفها قصديا ، ومقتضى الحال ، ونسبة البلوغ المراد ظهوره مباشرة عن الاكثر درجة تأثيرا ، عند الولوج ؛ للوصول الى حيثياته المكونة ؛ لتجليه المرمز . والذكر الحكيم خطابا قرآنيا من الخالق الى المخلوق ؛ خطاب الله للعالمين ؛ وهو خطاب بلاغي ابلاغي قائم على التأثير ، بعيدا عن الوهم ؛ لما ينطوي على الحجج الممثلة ، للإقناع اليقيني ، ناهيك عن دقة مناسبته لحيثيات الخلق لكل زمان ، وفي كل مكان ، ومن التقانات البلاغية الموظَّفة في سياقات الخطاب التقديم والاستباق ؛ إذ يشتركان في المدلولية الاولية في سياقات الخطاب ؛ سواء اكانت جزئية ، ام حيثية ، ام حدثا ، ام مفهوما ... الخ . الا انهما لا يتجليان هيأة واحدة ؛ فلكل واحد منهما انماطه الخاصة المختلفة ؛ تنوعا محافظا فيه على جوهره الذي يهيمن على ساحة الدلالة المراد ايصالها . فالتقديم تقانة بلاغية تتجسد في مدلول الدال مجسدا دلالة قدِّم مفهومها ؛ لاغراض يقصدها الخاطِب تختلف بحسب مقتضى الحال ، ونوع المفهوم المراد ايصاله والمتلقي المتغاير تنوعا ؛ فينطوي على الخاص ، والعام ، ونسب تطورهما على اختلاف نسبته بحسب معطيات مقتضى حاله ، والسعي ؛ ومن ثم تغاير التأثير ، والاثر . بذلك فان الاستباق تقانة تشويقية ، ازدوادجية المفهوم متعددة المفهوم تستدعي لزوم استقراء المتلقي لما ينبغي ان تكون عليه حيثياته ، وهو للتقديم اعم شمولا ؛ اذ ينطوي على الاخير ، ممثلا تقانة كبرى ، تتضمن اخرى صغرى على اختلافها ؛ سواء اكانت متمثلة بمدلول دال ، او دال مدلول ؛ كونه ترميزا لاحداث ، او معطيات تنضوي فيها الى معلوماتيات معلومات مفهوم ما .