نوع المقالة : بحث
الملخص
تعد "حرب الشتاء التي حدثت بين عامي (1939-1940)، والمعروفة أيضاً باسم الحرب السوفيتية- الفنلندية، من اهم الحروب التي حدثت في التاريخ الاوربي، إذ أظهر الجيش الفنلندي الصغير مقاومة هائلة ومميزة ضد الجيش السوفيتي، وتمكن في بادئ الامر من التغلب على قوة (الجيش الأحمر- Red Army) العملاق للاتحاد السوفيتي، لولا تغير الاوضاع في نهاية المطاف واصبحت الكفة لصالح السوفييت، وان من اسباب هذه الحرب هو انعدام ثقة بين البلدين، فقد اعتقدت فنلندا أن الاتحاد السوفييتي يريد التوسع في أراضيها، بينما كان يخشى الاتحاد السوفييتي من أن تسمح فنلندا لألمانيا من استخدامها كقاعدة يهاجموا بها الاتحاد السوفيتي اثناء الحرب العالمية الثانية(1939-1945)، وعلى الرغم من ان فنلندا قد اعلنت حيادها في بداية الحرب العالمية الثانية، الا ان الاتحاد السوفييتي طالب فنلندا بتقديم التنازلات وتأخرت الأخير عن ذلك، بسبب رغبتها في استغلال الوقت من اجل تعبئة جيشها، فضلاً عن طلب المساعدة من السويد والحلفاء الغربيين، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا، الا ان محاولاتها باءت دون نجاح يذكر، ولقد اتخذ الاتحاد السوفييتي حادث حدودي مزيف ذريعة من اجل غزو فنلندا، وتم ذلك بالفعل في الثلاثين من تشرين الثاني عام 1939، وكان الجيش الأحمر ضعيف التجهيز، وذو قيادة ضعيفة، وغير قادر على التعامل مع التضاريس الفنلندية والطقس الشتوي، بينما كان الجيش الفنلندي مرناً، وعلى الرغم من صغر حجمه وقلة موارده، فقد كان يتمتع بقيادة جيدة، فضلاً عن معرفته بتضاريسه الصعبة، والتي ساعدته من تحقيق نتائج جيدة، ورغم الصعوبات الهائلة التي واجهتها فنلندا، والمساعدات الخارجية الضئيلة، الا انها استطاعت ان تقاوم لمدة ثلاثة أشهر، ولكن الأمر لم يكن سوى مسألة وقت قبل أن يميل ميزان القوى لصالح الاتحاد السوفييتي، إذ عاد الجيش الأحمر بقوة، بسبب إعادة تنظيم هيكليته القيادية، فضلاً عن جلب معدات حديثة، واحداث تغييرات ضرورية للغاية في التكتيكات والأفراد داخل الجيش السوفيتي، مما جعله ذو قوة رهيبة امام المقاومة الفنلندية التي بدأت تنفذ معداتها، مما اضطر الرئيس الفنلندي الى طلب الطلح في معاهدة موسكو للسلام، وبهذا انتهى الصراع لصالح السوفييت في عام 1940.
الكلمات الرئيسة