نوع المقالة : بحث
الملخص
المتأمل للنص القرآني يجد قوة الترابط مابين البناء الصوتي للمفردة القرآنية والدلالة العامة للسورة، وبعد أن أنعمنا النظر في سورة الناس وجدنا غلبة صفتين صوتيتين، هما الخفاء والوضوح، فالخفاء يمثله السين والأصوات المهموسة، والوضوح يمثله الأصوات المجهورة القوية، وناسب الوضوح الله سيحانه وتعالى والاستعاذة به من الشيطان، أما الخفاء فقد ناسب الشيطان ووسوسته، ونلحظ أيضاً هيمنة الجملة الفعلية ودلالتها على التجدد والاستمرارية جاء منسجما مع الصراع، فالصراع مستمر ومتجدد، وكلما وسوس الشيطان استعاذ الإنسان منه، وهيمنة ثلاث بنى في السورة وعودة هذه البنى مجتمعه إلى بنية واحدة أمر لا يخلو من دلالات، و تنقسم البنى في السورة إلى بنية محتملة التحقق، وهي (الاستعاذة)، اذ ليس جميع من يوسوس لهم الشيطان يلجؤون إلى الله، ولكن من يلجأ فسيجد الله سبحانه ناصرا وهذه البنية (حتمية التحقق)، إلّا أن تحققها يتوقف على تحقق البنية الأولى، ومجيء الصفات الثلاث لله تعالى (الربوبية، والملك، والألوهية) دون فاصل بينها له دلالات عدة.
الكلمات الرئيسة