نوع المقالة : بحث
الملخص
يعد المجتمع العراقي من بين المجتمعات ( الأثنية) ذات التركيبة المتنوعة قوميا ودينيا وعرقياً ومذهبياً ، حيث ينقسم دينيا إلى المسلمين والمسيح ، واليهود والصابئة و الايزيديين ومذهبيا إلى الشيعة والسنة وقوميا إلى عرب وكرد وتركمان ، وتعتبر القوميتان العربية والكردية الرئيسيتين في البلاد ، وكان العراق منذ القدم يمثل نموذجاً للتعايش السلمي بين مكوناته ، غير أن المجتمع العراقي تعرض إلى العديد من العوامل الخارجية والداخلية التي أثرت على امنهُ وسلمه المجتمعي ومنها: الاحتلال من قبل الولايات المتحدة في العام 2003، تبعه تدهور واضح للقيم الاجتماعية والسياسية وتكريس مفاهيم المحاصصة والطائفية بدل الاعتبارات القانونية و الحقوقية وانقسام لمكوناته ، ذلك مما انعكس سلباً على تحقيق السلم المجتمعي الأمر الذي يجعل من بناء المواطنة الصالحة ضرورة حتمية لابد منها وذلك لبناء مجتمع سليم متضامن فيما بين أفراده بصرف النظر عن الانتماءات الضيقة ( القومية والدينية و.. الخ) ، وعليه يهدف بحثنا الحالي إلى تسليط الضوء حول مفهوم المواطنة الصالحة وعناصرها ومبادئها ومقوماتها وآليات تفعليها ، حيث إن بناء الدولة يقتضي وجود منظومة من الأليات والتي تتضمن وسائل أساسية لبناء المواطنة والمواطن الصالح ، وكذلك التعرف إلى مفهوم السلم المجتمعي ودور المواطنة الصالحة في تعزيزه ، واعتمدت الدراسة الأسلوب التحليلي ، وتوصلنا إلى مجموعة نتائج منها: تتأسس " فكرة المواطنة الصالحة" بشكل عام على القبول المتبادل والتفاهم المشترك بين مكونات المجتمع ، وتنبع من الشعور بوحدة الأصل الإنساني والمصير المشترك ، وتُبنى من خلال مجموعة من الأليات ومنها : الأليات السياسية والدستورية ، والآليات الاقتصادية والثقافية والتي يتحقق من خلالها استيعاب جميع مكونات المجتمع العراقي ضمن ارض الوطن الواحد وتحت مظلة القانون.
الكلمات الرئيسة