نوع المقالة : بحث
الملخص
يتناول بحثي هذا ملامح التحوّل في النّقد الأدبيّ العربيّ الحديث ضمن سياقات العولمة وماتلاها والإيكولوجيا، بوصفِهما إطارين متداخلين يعيدان تشكيل الوعي النقديّ. فالعولمة، بما تمثّله من هيمنة ثقافيّة ومعرفيّة، أفرزت تحديات عميقة في بنية الخطاب النقديّ العربيّ، وفرضت أسئلة تتعلق بالهويّة، والتلقي، وفاعلية النقد في زمن الطفرة المعلوماتيّة. وبالمُقابل، يبرز النّقد الإيكولوجيّ مُذ تأسيسه بوصفه محاولة لإعادة النظر في علاقة الإنسان بالبيئة والمكان، ساعياّ لتجاوز مركزيّة الإنسان والاحتفاء بالأنظمة البيئيّة الطبيعية والتّعدديّة الحيويّ. ويعتمد البحث منهجاً تحليليّاً ونظرياً، ويُقارن بين نماذج من النقد العربيّ ونظيراتها الغربيّة، ليؤكد الحاجة إلى نقد عربيّ يتجاوز الاستهلاك السطحيّ للمناهج الغربيّة، ويتأسس على قراءة واعية لواقع الثّقافة والبيئة في العالم العربيّ. يتتبع البحث بمساراته المسافة الفاصلة بين النّقد العربيّ التّقليديّ وتلك المناهج الجديدة، مشيرًا إلى تباطؤ واضح في استيعاب الطفرات المعرفيّة الكونيّة والثقافيّة. كما يُناقش إمكانات هذا النّقد في تجديد الخطاب الأدبيّ العربيّ، خصوصاً في ضوء الأزمات البيئية التي تشهدها الآن المجتمعات العربيّة، وما تفرضه من التركيز على المكان والعلاقة المُتبادلة بينَ النص والعالم. وبذلك، يُعيد البحث طرح سؤال جوهريّ هام: هل يمكن للنقد البيئيّ الحاليّ أن يكون أداة لإنتاج خطاب ثقافيّ عربيّ أكثر توازناً وتمثيلاً في زمن الاضطراب المناخيّ والمعرفيّ والنّقديّ؟
الكلمات الرئيسة